الثعلب المفترس
يُعتبر الثعلب حيوان مفترس ويُصنّف تحت رتبة آكلات اللحوم، كما يُعدّ أيضاً من آكلات النباتات واللحوم معاً؛ حيث يتغذى على العديد من الأنواع من الحيوانات؛ مثل: القوارض صغيرة الحجم، والضفادع، والطيور، والحشرات، كما قد يأكل الجيف، والحبوب، والفواكة، والبذور، بالإضافة إلى الخضار، ومن أشهر الفرائس التي يصطادها الثعلب: الفئران، والأرانب البرية.
كما يمكن للثعالب سرقة بيض الطيور والسلاحف، أو قتل بعض صغار الثدييّات لتناولها كوجبة للغذاء، وهو الأمر الذي يفسّر سبب قدرة الثعلب على العيش في أماكن عديدة، ومناطق مختلفة المناخ، ويوضّح كذلك سبب قدرتها على التأثير على أنواع مختلفة من الحيوانات البرية، والأنواع الزراعية، وبشكل عام يمكن القول إن الثعالب تعتبر من الحيوانات الانتهازية في تغذيتها، فقد أظهرت عدة دراسات بعيدة المدى في أستراليا أنّ أعداد حيوان وَلب الصخور (بالإنجليزية: Rock Wallaby) وطائر الكافور القزمي (بالإنجليزية: Malleefowl) قد تتأثر بسبب افتراس الثعالب لها، وبذلك يُعدّ افتراس الثعلب مهدداً رئيساً لحياة العديد من الحيوانات الجُرابية هناك.
يعرّف الافتراس بأنّه شكل من أشكال العلاقات التكافلية بين الأنواع المختلفة من الكائنات الحية، والتي تتمثل بانقضاض الكائن الحي الأول وهو المفترس على الكائن الحي الآخر وهو الفريسة ليتغذى عليه، ويصطاد الثعلب عادة خلال فترة الليل ولا يصطاد أثناء النهار، وعلى الرغم من تصنيف الثعلب تحت فصيلة الكلبيات إلّا أنّه لا يصطاد بشكل جماعي عادة كما تفعل الذئاب، بل تتشابه طريقة صيد الثعلب المنفرد مع الطريقة التي يصطاد بها القط، والتي تتمثل بمطاردة الفريسة ببطء وهدوء شديدين حتى يصل إلى مسافة كافية للهجوم والقبض عليها، ثمّ استخدام المخالب لتثبيتها قبل توجيه العضة القاتلة لها.تكتسب الثعالب سلوكات الصيد منذ الصغر، ومنها طريقة الصيد بالانقضاض تتمثل بقفز الثعلب إلى الأعلى وبشكل عمودي في الهواء، ثمّ الهبوط على فريسته بقوة مما يسمح له بقتلها بسرعة، دون عراك، أو إصابات، وغالباً ما يكون الصيد بشكل فردي، أمّا الصغار فيتولى كلا الأبوين مهمة إحضار الطعام لهم، ومن السلوكات المتبعة عند الثعالب أنهّا تستخدم سلوك القتل الفائض عن الحاجة (بالإنجليزية: Surplus Killing)، الذي يعني قتل الثعلب للفرائس بمعدلات تتجاوز متطلباته الأساسية في الغذاء، وذلك يعود إلى ضعف الفرائس التي تهاجمها في الدفاع عن نفسها